Constructivism in International Relations: from a theory between positivism and postpositivism to the theory of the world state

2019 
ظهرت النظرية البنائية مع نهاية الحرب الباردة، ودخلت في نقاشات مع العقلانيين (الواقعية والليبرالية الجديدتين) من جهة، والنقديين من جهة أخرى، واتهمهما بالإخفاق في التنبؤ بهذا الحدث وتفسيره. ففي الوقت الذي كان العقلانيون يركزون على العوامل المادية والإقتصادية، ركز البنائيون على العوامل الثقافية وتأثير الأفكار والمعايير والهويات في تفسير عمليات تشكل المصالح وكيفية تعريف البقاء وتحديد آليات السلوك الدولي، وأكدوا على أن المصلحة والهوية تتفاعلان عبر عمليات إجتماعية تاريخية وتشكلان بعضها البعض. وعليه فقد انتمت البنائية إلى النقاش الرابع في الدراسة النظرية للعلاقات الدولية فهي من النظريات مابعد الوضعية، ولكنها حاولت أن تكون بمثابة جسر يربط الفجوة بين المناهج الوضعية ومابعد الوضعية، فمثلا إذا كانت النظريات مابعد الوضعية يوجه لها الإنتقاد، بأنها تعاني من تقديم بديل واقعي في مقابل الوصف والتفسير الذي تقدمه النظريات العقلانية، فإن البنائية حاولت تجاوز هذا النقد وتمكنت من تقديم البرنامج البحثي المطلوب لإخراج مابعد الوضعيين من المأزق، وذلك بتقديم الفرضيات العملية التي يتطلبها إنشاء نظرية لوصف وتفسير واقع العلاقات الدولية. ولكن لم تسلم النظرية البنائية من النقد والتقويم واتهمت بأنها لم تقدم شيئا جديدا وبالغت في فهم العوامل الثقافية مثل المعايير والهويات وتأثيراتها على واقع العلاقات الدولية، بالإضافة إلى إغراقها في الجانب النظري ومشاكلها من الناحيتين المعرفية والمنهجية وانقساماتها الداخلية بين البنائيين الحداثيين ومابعد الحداثيين.
    • Correction
    • Source
    • Cite
    • Save
    • Machine Reading By IdeaReader
    0
    References
    0
    Citations
    NaN
    KQI
    []